13.10.08

قصة لحظة...

هو شاب ذا سيرة طيبة
من عائلة معروفة
ذا مركز و وظيفة يحسدها عليه كثير من أقرانه... مخلص فيها ويؤديها على وجه حسن
مواظب على فروضه, و إن كانت مواظبته بدأت في عمر متقدم
اجتماعي بطبعه و له معارف كثيرة
مرح
لا يستطيع من يراه أن ينكر كم هو جذاب
...
..
.
.
..
...
هي لا تقل عنه شأناً
بل إنها تزيد!
إن كان خلوقاً, فلأنها لم ترضَ له إلا أدبها
و إن كان ملتزماً, فلأنها حثته و ساندته
و إن كان مخلصاً, فلأنها التزمت به و ألزمته بها



أحبها رغم صغر سنه و سنها
حتى امتزجت شخصياتهما بقالب واحد

...
..
.
.
..
...


لن تكون نهاية تلك القصة كمثيلاتها من قصص المحبين
تكاد تكون الأغرب!!

فعلى الرغم من رغبتهما المشتركة بالاقتران
و بارتضاء ذويهما
إلا أن رضا الله لم يُقدّر
و لم يكتب لهما كتاب
و لم يحتضنهما فراغ
...
..
.
.
..
...
كان ذلك بناء على عدم ارتياح منه
قبيل تسميتهما لبعض بأيام


رغم ما أحست به من انكسار
و حسرة
و وجع
و ظلم
و انهيار

إلا أن كبرياءها لم يسمح لها
أن تـُجرّمه
أو أن تعتبره هو المـُدان

لأنه لا يستحق حتى أن يكون كذلك
فـهو أقل من أن يشوه لها حلماً
أو على الأقل
هذا ما أحست به

و إن كان مصدر إحساسها غضباً جماً صفعته به
لـِتـُخرجه من أبواب حياتها
و تقفلها من ورائه

...
..
.
.
..
...

و لأنها مؤمنة بـإله واحد
و بـقدر وحده يكتبه لها..
لم تستطع إلا أن ترتضي قدرها
و تنسى كل ما يمت له بـصلة
أو تتجنب ذكراه

إلى أن أصبح غير ذا أهمية
و أصبح ليس بـالرجل الذي تتمناه
و أسندت دور فارس الأحلام لرجل قد يأتي
أو قد تذهب هي إليه

لا يشبهه شكلاً
... ولا مضموناً!


لـتمضي هي الأخرى قـُدماً
في طريق الحياة الجديد
الذي خططته لنفسها




حان وقت إثبات الذات
حان وقت العمل و الإعمار
ليكملوا مع حـُسن عبادتها
ما خـُلقت من أجله

...
..
.
.
..
...

حتى تشيء الأقدار أن تستوقفها
عند نفس القطاع الذي يعمل به هو
على الرغم من الفارق الفسيح بين تخصصاتهما

هي تعلم جيداً أنها لن تقابله يوماً هنالك
خصوصاً و أن المفترض به أن يكون خارج البلاد في هذه الأثناء
في مهمة عمل
تعرف هي بـأمرها

...
..
.
.
..
...

تستعين بوالدها
الذي يستعين هو بدوره بـصديق دربه
لـِـيُسهل لهما إجراءات معاملاتها
حيث أنه يعمل في نفس القطاع


يتفقان على أن يتلاقوا خارج المبنى
و تنتظر هي في المقعد الخلفي
مفسحة المقعد الأمامي لـصديق والدها

يشعل والدها السيجارة
فـتطلب منه على استحياء أن يتوقف
يكفيها ما تعانيه من تقلصات في معدتها
تلازمها عند كل صباح
زيادة على الارتجاف الذي تعاني منه
منذ لحظة خروجها من المنزل
شوقاً
أم
خوفاً من طراز حياة لم تعهده من قبل!


يصل الصديق
و يكون له رأياً مغايراً
بـحيث أن يستقلوا جميعهم مركبة العمل الخاصة به
و التي يقودها سائق مخصص
حيث أن الحراسة مشددة في ذاك المكان
و بـوجوده تسهل عملية العبور من البوابة



لم تتلفظ بـكلمة من بعد " السلام عليكم "
لـتشغل نفسها بتصفيف أوراقها
و التأكد منها

يضطر السائق أن يخفف من سرعة المركبة
عند وصوله إلى البوابة المؤدية إلى المبنى

لتضطر هي أن ترفع رأسها
و ترى ما لم تتوقعه!

...
..
.
.
..
...

هو
نفس ذلك الشخص الذي غيرته إلى أن أصبح على ما أصبح عليه... و كسبت رهان قلبه
هو
نفس ذلك الشخص الذي تقدم لوالدها طالباً يدها
هو
نفس ذلك الشخص الذي سـُرّ والدها عندما سمع عن طيب صيته من صديقه
الذي يجلس في المقعد الأمامي!



هو
مرتدياً نظارة سوداء
مطبقاً على شفتيه

خجلاً!؟
خوفاً!؟
استغراباً!؟
لا تعرف ما كان عليه شعوره حينها!

و كأنه يعرف مسبقاً أنها التي عبر بوابته... ستعبر




لحظة صمت
هي... والدها... و صديقه

هو
يؤدي التحية لرئيسه
-صديق والدها-
مرتبكاً
منزلاً رأسه

يَهمُّ هو من بعدها
لـِفتح البوابة
لـتعبر... هي



تكاد تقسم ألا يمكن
أن يكون هو... هو!



ترتبك هي الأخرى
تجوب بين خلجات نفسها

تتذكر
تنسى
تلمح
تشعر
تتألم
ترتاح

أفكار و مشاعر و هواجس متضاربة متلاطمة
لا تعرف أي منها الأقرب إلى الصحة



فجأة تجد نفسها قد وصلت
و أصوات والدها و صديقه... بدأت تتضح أكثر

...
..
.
.
..
...

"... أوقف أوقف!!
هذي الشؤون الإدارية... يالله ننزل هني ", صديق والدها


تقلصات معدتها تتزايد
تنظر إلى مدخل المبنى

تبتسم
مرحبة بالشيء المجهول


...
..
.
.
..
...


" اهوا؟
ما يهم...

الحمدلله على هالحال
فخورة بـعمري
و يكفيني أحب بنفسي هالشي"


كلمات سكنت صدرها
عبّرت عنها بـشبه ابتسامة
:)


.....
....
...
..
.
.
..
...
....
.....



لـتعود الامور إلى سابق مجراها
خوف
أو
شوق
لنمط جديد الحياة

...
..
.
.
..
...

هناك 16 تعليقًا:

why me يقول...

عجيبه القصه

احساس انثى يقول...

شدتني جداً..

رائعهـ..

لكن هذا القدر ومافيه اعتراض عليهـ..


"لكن مهما صار مستحيل رح تنساه نهائيا لو شو ماعمل لكن تبقى ذكراه على الاقل لو بطيب لو اتذكرته ولا صار زي هالموقف وقابلته ماتتضايق"


ابدعتي =)

Lavender يقول...

سبحان الله نصيب !


لكن كوني متأكده بأن الخيره فيما أختاره الله

ماتدرين شنو الخيره في الموضوع

بس صج قصه غريبه عجيبه !

ضـاد يقول...

- why me -

شكـرا لتسيورتج
:)








- احساس انثى -

صحيح... نحيا و نموت على قسمة و نصيب لا حول لنا فيها ولا قوه


شكرا للتسيوره

:)










- lavender -

صدقتي ياوخيّه

الاعجب تسيورتج

حياج هني
:)

شغبـ أنثى !! يقول...

عجيب مسماها !

ربما ..
قتلتها "لحظة"


وحاولت بكبريائ النساء ..
أن ترممـ ذاتها !



لكن ..
وإن أوحت لنفسها
أنه انطوى في صفحات النسيان ..
فـ مافي القلب ..
يستحيل أن ينسى حبه الأول ..
وما كان لها عليه من إحسان ..


قصة ..
حركت فيني مشاعر كثيرة !!
رق قلبي لها !
وتبعثر ..
بين أحرفك الذهبية ..



رقيقة كلماتك
يا عذبة ..




دمتي .. بـ راحة (:

Marwah Albahrani يقول...

ان كان فراقها .. تخليا .. فعار عليه أن يحمل اسم الحب .. أن يتحلف برموشه الحمراء.. حرام أن يستريح بين حرف الحاء و الباء .. فلا مكان للحب في قلب قد خان القدر ..

يبقى السبب نعلقة بين ابهام و سبابة .. لماذا ؟

اعجبني رنين حروفك .. طنين كلماتك ..

كلمات ليست كالكلمات ..

تقبلي مروري ..

elq87obi يقول...

صباح الأنوار

قصة روعة

و بصراحة أبدعتي

يعطيج العافية

سلامي لج :)

ضـاد يقول...

-شغبـ أنثى !!-

حياج الله اول شي
و اذا قدرت كلماتي ان توصل لشي في نفسج.. فهذا من فضل ربي

تعليقك الاعذب.. اشكرك


نورتيني يالشيخه
:)










-Marwah Albahrani-

أهلا بالمبدعة مروة
اللي كتبتيه بروحه الهام لـ post


نورتي المكان
:)










-elq87obi-

صباحك خير

نتعلم منك
(;

الله يعافيك ان شا الله
و
نورت


:)

تراب الكويت يقول...

وضعت يدي على خدي
شربت قهوتي
سرحت شوي
رديت شوي
سرحت شوي

:

والحين ماني عارفه شقولج

ما عجبني في احداث القصه إلاّ شي واحد

اسلوبج .. القصه مؤلمة واسلوبج خفف وقع الالم وشدني للنهاي هالاحداث واقعيه وتصير وايد بس هم هـ الوايد ما تخلينا نشوفها شي عادي

مؤلمه .......

ضـاد يقول...

- تراب الكويت -

اهلاا توي قاعده اقرا اخر post
لج..

وللحين ما عندي تعليق :(


..

القصد من طرح القصه هو التخفيف من وطأة الموقف!

و عدم التركيز على السلبي من جوانبها


بالعافيه القهوه
و
شكراً عالييّه :)

terkwaz يقول...

تمضي بالطرق لتنكشف اوراق
تبعثر حياتها ولكنها تمسك
زمام الامور...

اتوقع سيبقى لديها وفاء


لن اعلق على القصه بل على اسلوبك
جميـــل

ضـاد يقول...

-terkwaz-

وفاء لـمن؟ له؟!

لا أظن...
بس من يدري!


اشكرج
:)

Sn3a يقول...

ربما قد اسرها بشباك الذكريات رغما عنها

الا انه فتح لها باب للمستقبل ...مستقبل اجمل كما نتمنى رغم عنه


روعه حبيت كل شي بهالبوست رغم مرارته

ضـاد يقول...

-Sn3a-

تهقين؟
ممممم مادري احس لاكان عالبال ولا عالخاطر..

مادري!!

----

حياج يالزميله وانا حبيت تسيورتج

:)

MakintoshQ8 يقول...

اكرر مره ثانيه اثرتي فيني
ضــ حرام عليج انا بروحي كل شي يكسر خاطري ويبجيني وهالدور تكتبين قصه حب
شناويه علي ؟

ضـاد يقول...

-Makintosh-

:(
عاد والله مو القصد من القصه تضييق خلق..

هالمرة القصد اهوا تقبل الواقع والتفاؤل بالياي

شوفيها اهيا... بس عبرت البوابه نست امره!! و ظلت تفكر بس باليديد



أحب استماعج لي.. و مو ناويه عليج الا كل خير
:)